الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَجَآءَتۡ سَيَّارَةٞ فَأَرۡسَلُواْ وَارِدَهُمۡ فَأَدۡلَىٰ دَلۡوَهُۥۖ قَالَ يَٰبُشۡرَىٰ هَٰذَا غُلَٰمٞۚ وَأَسَرُّوهُ بِضَٰعَةٗۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِمَا يَعۡمَلُونَ} (19)

قوله : { وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم } {[33861]} – إلى قوله – { أكثر الناس لا يعلمون }[ 19-21 ]

والمعنى {[33862]} : ومر قوم يسيرون {[33863]} ، من مارة الطريق {[33864]} ، { فأرسلوا واردهم } : وهو الذي يرد المنهل ( أ ) {[33865]} والمنزل ، وور( و ) {[33866]}ده إياه ، مصير إليه {[33867]} { فأدلى {[33868]} دلوه } ، أي : أدخلها {[33869]} الجب ، وأرسلها . يقال : أدليت الدلو : إذا أرسلتها في الجب ، ودلوتها إذا أخرجتها {[33870]} ؟ وفي الكلام حذف ، والمعنى : فدلى دلوه {[33871]} : أي : أخرجها فتعلق بها ( يوسف ) ، {[33872]} {[33873]} فقال المدل( ي ) {[33874]} : ( يا بشراي هذا غلام ) {[33875]} .

فقال السدي : لما رآه {[33876]} قد تعلق ، نادى رجلا من أصحابه ، يقال له : بشرى : يا بشرى {[33877]} هذا غلام . وكذلك قال ابن جبير ، وقتادة {[33878]} .

وهو معنى قراءة من قرأ : ( يا بشراي ) {[33879]} .

وقيل المعنى : يا بشار( ت ) {[33880]}ي دعا بشارته {[33881]} .

ومن قرأ بغير ياء {[33882]} ، احتمل أن يكون دعا رجلا {[33883]} اسمه بشرى فلم {[33884]} يضفه إلى نفسه ، فهو في موضع رفع {[33885]} .

وقيل : إنه دعا البشرى ، كأنه قال : يا أيتها البشرى {[33886]} .

ومعنى نداء البشرى : أنه على تنبيه المخاطبين ، وتوكيد القصة {[33887]} . فكأنه قال : يا قوم أبشروا ، ويجوز أن تكون هذه/ القراءة ، يراد بها الإضافة {[33888]} ، ثم حذف( ت {[33889]} ) {[33890]} الياء .

ثم قال تعالى {[33891]} : { وأسروا بضاعة }[ 19 ] أي : وأسر يوسف الوُرَّادُ {[33892]} بضاعة من التجار . قالوا لهم : هو معنا بضاعة ، استَبْضَعْنَاهُ بعض أهل الماء ( التي ) {[33893]} إلى مصر {[33894]} . وذلك أن السدي قال : لما رفعه {[33895]} المستدلي ، وأصحابه ، باعو( ه ) {[33896]} من رجلين ، فخاف من التجار أن يعلموا بثمنه . فيقول( ون ) {[33897]} لهما : أشركانا {[33898]} فيه . فقالوا : هو بضاعة ( معنا ) {[33899]} لأهل الماء {[33900]} .

وقال مجاهد : المعنى ( أسره التجار بعضهم من بعض ) {[33901]} .

وعن ابن عباس : أن المعنى : وأسره {[33902]} إخوته ، وأسر يوسف نفسه ( من التجار ) {[33903]} خوفا أن يقتله {[33904]} إخوته . واختار البيع ، وذلك أن إخوته ذكروه لوارد {[33905]} القوم ، فنادوا {[33906]} الوارد : يا بشرى {[33907]} هذا غلام يباع ، فباعه {[33908]} إخوته {[33909]} .


[33861]:ط: فأدلى دلوه.
[33862]:ط: المعنى.
[33863]:ق: يسرعون.
[33864]:انظر هذا التوجيه في: غريب القرآن 224، وجامع البيان 16/1.
[33865]:ساقط من ق.
[33866]:انظر المصدر السابق.
[33867]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/1، ومعاني الزجاج 3/97.
[33868]:ق: فأدلى بدل.
[33869]:ق: أدخله.
[33870]:انظر: معاني الزجاج 3/97. واللسان: دلاء.
[33871]:ق: فأدلى دالوه.
[33872]:ساقط من ق.
[33873]:ط: يوسف صلى الله عليه وسلم.
[33874]:ساقط من ق.
[33875]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/01.
[33876]:ق: رأوه.
[33877]:ق: يا بشراي.
[33878]:وهو أيضا قول السدي، وقيس بن الربيع في: جامع البيان 16/1-3.
[33879]:وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر. انظر: السبعة 347، وإعراب النحاس 2/319، والمبسوط 245، والحجة 357، وإعراب مكي 1/425، والتيسير 128، والمحرر 9/266، والنشر 293.
[33880]:ساقط من ق.
[33881]:ساقط من ط.
[33882]:وهي قراءة أهل الكوفة عاصم، وحمزة، والكسائي، من السبعة، وخلف من العشرة، انظر: جامع البيان 16/4، والكشف 2/7، ومراجع القراءة السابقة.
[33883]:ق: رجل.
[33884]:ط:ولم.
[33885]:انظر: هذا الإعراب في إعراب مكي 1/425.
[33886]:انظر هذا التوجيه في: إعراب النحاس 2/319.
[33887]:وهو قول الزجاج في معانيه 3/97.
[33888]:ق: إضافة.
[33889]:ساقط من ق.
[33890]:انظر المصدر السابق.
[33891]:ساقط من ق.
[33892]:ط: الوارد.
[33893]:ساقط من ط.
[33894]:انظر هذا التوجيه في: معاني الفراء 2/40، وجامع البيان 16/4، ومعاني الزجاج 3/97-98.
[33895]:ق: رفعت.
[33896]:ساقط من ق.
[33897]:ساقط من ط.
[33898]:ق: أشركان ط: أشركنا.
[33899]:شاقط من ق.
[33900]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/5، وهو أيضا لمجاهد انظر: تفسيره 393-394.
[33901]:انظر هذا القول في: جامع البيان 16/5.
[33902]:ق: أسروه.
[33903]:ساقط من ق.
[33904]:ق: يقتلوه.
[33905]:ق: لا لوراد. ط: لوارداد.
[33906]:ق: فنادا الوارد.
[33907]:في النسختين معا يا بشراي والتصويب من الطبري.
[33908]:ق: فباته.
[33909]:انظر: المصدر السابق.