الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدٗا لِّلَّهِ وَهُمۡ دَٰخِرُونَ} (48)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله } قال : ظل كل شيء فيه ، وظل كل شيء سجوده . { فاليمين } أول النهار { والشمائل } آخر النهار .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله } قال : إذا فَاءَ الْفَيءُ توجه كل شيء ساجداً لله قِبَلَ القبلة من بيت أو شجر . قال : فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن الضحاك في الآية قال : إذا فاء الفيء ، لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجداً .

وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر » . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة » ثم قرأ { يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله . . . } الآية كلها .

وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم قال : صلوا صلاة الآصال حتى يفيء الفيء قبل النداء بالظهر ، من صلاها فكأنما تهجد بالليل .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : فيء كل شيء ظله ، وسجود كل شيء فيه سجود الخيال فيها .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله : { يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل } قال : الغدو والآصال ، إذا فاء ظل كل شيء . أما الظل بالغداة فعن اليمين ، وأما بالعشي فعن الشمائل . إذا كان بالغداة سجدت لله ، وإذا كان بالعشي سجدت له .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني قال : أمواج البحر صلاته .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { داخرون } قال : صاغرون .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله { وهم داخرون } قال : صاغرون .