وقوله : { يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ48 }
الظِّلّ يرجع على كلّ شيء من جوانبه ، فذلك تفيّؤه . ثم فَسَّر فقال : { عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمائلِ } فوحّد اليمين وجمع الشمائل . وكل ذلك جائز في العربيّة . قال الشاعر :
بِفي الشامتين الصخر إن كان هدّني *** رَزِيّة شِبْلَىْ مُخْدر في الضراغم
ولم يقل : بأفواه الشامتين . وقال الآخر :
الواردون وثَيْم في ذُرَاسَبَأ *** قد عضَّ أعناقَهم جلدُ الجواميس
فباست بنى عَبْس وأسْتَاه طيّء *** وباست بنى دُودان حاشا بنى نَصْرِ
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا *** فإنَّ زمانكم زَمَنٌ خميصُ
فجاء التوحيد لأن أكثر الكلام يواجَه به الواحد ، فيقال : خذ عن يمينك وعن شِمالك لأن المكلَّم واحد والمتكلّم كذلك ، فكأنه إِذا وَحّد ذهب إِلى واحد من القوم ، وإذا جَمَع فهو الذي لا مسألة فيه . وكذلك قوله :
بنى عُقَيل ماذِهِ الخنافِقُ *** المالُ هَدْىٌ والنساء طالق
وجبل يأوي إليه السارق *** . . .
فقال : طالق لأن أكثر ما يجرى الاستحلاف بين الخصم والخصم ، فجرى في الجمع على كثرة المُجرَى في الأصْل . ومثله ( بِفي الشامتين ) وأشباهه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.