جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدٗا لِّلَّهِ وَهُمۡ دَٰخِرُونَ} (48)

{ أَوَ لَمْ {[2707]}يَرَوْاْ إِلَى مَا خَلَقَ اللّهُ } ما موصولة مبهمة ، { مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ } بيانه أي : يميل ويدور ، { عَنِ الْيَمِينِ والشمائل } جمع الشمال باعتبار معنى ما خلق{[2708]} الله تعالى ، { سُجَّدًا لِلّهِ } حال من الظلال كل شيء له ظل يسجد ظله لله تعالى ولا يبعد ذلك عن قدرة الله تعالى أو سجودها انقيادها لما قدر له من التفيؤ ، أو حال من ضمير ظلاله قال كثير من السلف : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله تعالى ، { وَهُمْ دَاخِرُونَ } : صاغرون حال من ضمير ظلاله لأنه في معنى الجمع وجمعه بالواو والنون للتغليب ، أو لأن الدخور والسجود من أوصاف العقلاء{[2709]} . واليمين يمين الفلك أي : الجانب الشرقي والشمال الجانب الغربي أو المراد من اليمين والشمائل جانبا كل شيء استعارة من يمين الإنسان وشماله .


[2707]:ولما بين قدرته على تعذيب الماكرين أراد تنبيههم على أنه يجب عليهم أن يكونوا طائعين فقال: {أو لم يروا} الآية / 12 وجيز
[2708]:فإنما خلق الله أشياء كثيرة لكل شيء منها جانبان فوحد الضمير باعتبار اللفظ كما وحد الضمير في ضلاله و جميع الشمائل رعاية للمعنى كما جمع قوله سجدا وهو داخرون /12.
[2709]:فإنه لما وصفه بوصف العقلاء جمعه جمعهم /12 منه.