الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلۡمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيۡهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ} (61)

أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } ، قال : ما سقاهم المطر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول : إذا قحط المطر ، لم يبق في الأرض دابة إلا ماتت .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } ، قال : قد فعل الله ذلك في زمان نوح ، أهلك الله ما على ظهر الأرض من دابة ، إلا ما حملت سفينة نوح .

وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود قال : ذنوب ابن آدم قتلت الجعل في جحره ، ثم قال : أي والله . . . ومن غرق قوم نوح عليه السلام .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن ابن مسعود قال : كاد الجعل أن يعذب في جحره بذنب ابن آدم ، ثم قرأ { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة } .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات ، عن أنس بن مالك قال : كاد الضب أن يموت في جحره هولاً من ظلم ابن آدم .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وابن جرير والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة أنه سمع رجلاً يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه . فقال أبو هريرة : بلى . والله ، إن الحبارى لتموت هزلاً وكرهاً من ظلم الظالم .

وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو أن الله يؤاخذني وعيسى ابن مريم بذنونبا ، وفي لفظ : «بما جنت هاتان - الإبهام والتي تليها - لعذبنا ما يظلمنا شيئاً » .