الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱللَّهُ فَضَّلَ بَعۡضَكُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖ فِي ٱلرِّزۡقِۚ فَمَا ٱلَّذِينَ فُضِّلُواْ بِرَآدِّي رِزۡقِهِمۡ عَلَىٰ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَهُمۡ فِيهِ سَوَآءٌۚ أَفَبِنِعۡمَةِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ} (71)

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } ، الآية . يقول : لم يكونوا يشركون عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، وكيف تشركون عبيدي معي في سلطاني ؟ .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في الآية قال : هذا مثل الآلهة الباطل مع الله .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق } الآية . قال : هذا مثل ضربه الله ، فهل منكم من أحد يشارك مملوكه في زوجته وفي فراشه ؟ ! أفتعدلون بالله خلقه وعباده ؟ فإن لم ترض لنفسك هذا ، فالله أحق أن تبرئه من ذلك ، ولا تعدل بالله أحداً من عباده وخلقه .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عطاء الخراساني في الآية . قال : هذا مثل ضربه الله في شأن الآلهة ، فقال : كيف تعدلون بي عبادي ، ولا تعدلون عبيدكم بأنفسكم ، وتردون ما فضلتم به عليهم ، فتكونون أنتم وهم في الرزق سواء .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن البصري قال : كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري : " اقنع برزقك في الدنيا ، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق ، بلاء يبتلى به كلا ، فيبتلي به من بسط له ، كيف شكره فيه ، وشكره لله : أداؤه الحق الذي افترض عليه مما رزقه وخوله .