الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمِن ثَمَرَٰتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلۡأَعۡنَٰبِ تَتَّخِذُونَ مِنۡهُ سَكَرٗا وَرِزۡقًا حَسَنًاۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ} (67)

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وأبو داود في ناسخه ، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وابن مردويه والحاكم وصححه ، عن ابن عباس أنه سئل عن قوله : { تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً } ، قال : السكر ما حرم من ثمرتها ، والرزق الحسن ما حل من ثمرتها .

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس في الآية قال : السكر الحرام منه ، والرزق الحسن زبيبه وخله وعنبه ومنافعه .

وأخرج أبو داود في ناسخه ، وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في الآية قال : السكر النبيذ ، والرزق الحسن ، فنسختها هذه الآية : { إنما الخمر والميسر } [ المائدة : 90 ] .

وأخرج أبو داود في ناسخه وابن جرير ، عن أبي رزين في الآية قال : نزل هذا وهم يشربون الخمر ، قبل أن ينزل تحريمها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في الآية قال : السكر الخل ، والنبيذ وما أشبهه . والرزق الحسن : الثمر والزبيب وما أشبهه .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي ، عن ابن عباس في قوله : { تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً } ، قال : فحرم الله بعد ذلك السكر ، مع تحريم الخمر ؛ لأنه منه ، ثم قال : { ورزقاً حسناً } : فهو الحلال من الخل والزبيب والنبيذ وأشباه ذلك ، فأقره الله وجعله حلالاً للمسلمين .

وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً } قال : إن الناس يسمون الخمر سكراً ، وكانوا يشربونها ، ثم سماها الله بعد ذلك الخمر حين حرمت ، وكان ابن عباس يزعم أن الحبشة يسمون الخل السكر . وقوله : { ورزقاً حسناً } ، يعني بذلك الحلال ، التمر والزبيب ، وكان حلالاً لا يسكر .

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن ابن مسعود قال : السكر خمر .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن سعيد بن جبير والحسن والشعبي وإبراهيم وأبي رزين مثله .

وأخرج عبد الرزاق وابن الأنباري في المصاحف والنحاس ، عن قتادة في قوله : { تتخذون منه سكراً } قال : خمور الأعاجم ، ونسخت في سورة المائدة .

وأخرج النسائي عن سعيد بن جبير قال : السكر الحرام ، والرزق الحسن الحلال .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن في قوله : { تتخذون منه سكراً } ، قال : ذكر الله نعمته عليهم في الخمر قبل أن يحرمها عليهم .

وأخرج ابن الأنباري والبيهقي ، عن إبراهيم والشعبي في قوله : { تتخذون منه سكراً } ، قالا : هي منسوخة .

وأخرج الخطيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : «لكم في العنب أشياء تأكلونه عنباً ، وتشربونه عصيراً ما لم ييبس ، وتتخذون منه زبيباً ورباً والله أعلم » .