الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ فَٱسۡلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلٗاۚ يَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٞ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَٰنُهُۥ فِيهِ شِفَآءٞ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} (69)

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { فاسلكي سبل ربك ذللاً } ، قال : طرقاً لا يتوعر عليها مكان سلكته .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : { فاسلكي سبل ربك ذللاً } ، قال : مطيعة .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في الآية قال : الذلول : الذي يقاد ويذهب به حيث أراد صاحبه . قال : فهم يخرجون بالنحل وينتجعون بها . ويذهبون وهي تتبعهم . وقرأ { أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لهم مالكون وذللناها لهم } [ يس : 71-72 ] الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { فاسلكي سبل ربك ذللاً } ، قال : ذليلة لذلك . وفي قوله : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه } ، قال : هذا العسل ، { فيه شفاء للناس } ، يقول : فيه شفاء الأوجاع التي شفاؤها فيه .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس } ، يعني : العسل .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس } ، قال : هو العسل فيه الشفاء ، وفي القرآن .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن العسل فيه شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن .

وأخرج ابن ماجه ، وابن مردويه ، والحاكم ، وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن » .

وأخرج البخاري ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنا أنهي أمتي عن الكي » .

وأخرج أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه « أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن أخي استطلق بطنه ، فقال : «اسقه عسلاً » ، فسقاه عسلاً ، ثم جاء فقال : ما زاده إلا استطلاقاً : قال : «اذهب فاسقه عسلاً » ، فسقاه عسلاً ، ثم جاء فقال : ما زاده إلا استطلاقاً ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «صدق الله ، وكذب بطن أخيك ، اذهب فاسقه عسلاً » ، فذهب فسقاه ، فبرأ .

وأخرج ابن ماجه ، وابن السني ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر ، لم يصبه عظيم من البلاء » .

وأخرج البيهقي في الشعب ، عن عامر بن مالك قال : بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من وعك كان بي ، ألتمس منه دواء أو شفاء ، فبعث إليّ بعَكَّة من عسل .

وأخرج حميد بن زنجويه ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان لا يشكو قرحة ولا شيئاً إلا جعل عليه عسلاً ، حتى الدُّمَّلَ إذا كان به ، طلاه عسلاً ، فقلنا له : تداوي الدُمَّلَّ بالعسل ؟ فقال أليس يقول الله : { فيه شفاء للناس } .

وأخرج أحمد والنسائي ، عن معاوية بن خديج قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن كان في شيء شفاء ، ففي شرطة من محجم ، أو شربة من عسل ، أو كية بنار تصيب ألماً ، وما أحب أن أكتوي » .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن حشرم المجمري : أن ملاعب الأسنة عامر بن مالك ، بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به ؟ فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل ، أو بعكة من عسل .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن عمر وقال : مثل المؤمن كمثل النحلة ، تأكل طيبا ، وتضع طيباً .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الزهري قال : نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل النمل والنحل .

وأخرج الطبراني في الأوسط بسند حسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل بلالٍ كمثل النحلة ، غدت تأكل من الحلو والمر ، ثم هو حلو كله » .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله لا يحب الفاحش ولا المتفحش ، وسوء الجوار وقطيعة الرحم ، ثم قال : إنما مثل المؤمن كمثل النحلة ، رتعت فأكلت طيبا ، ً ثم سقطت فلم تؤذ ولم تكسر » .

وأخرج الطبراني ، عن سهل بن سعد الساعدي : أن النبي صلى الله عليه وسلم : نهى عن قتل النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد ، والضفدع .

وأخرج الخطيب في تاريخه ، عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد .

وأخرج أبو يعلى عن أنس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «عمر الذباب أربعون يوماً ، والذباب كله في النار ، إلا النحل » .

وأخرج عبد الرزاق في المصنف من طريق مجاهد ، عن عبيد بن عمير أو ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «كل الذباب في النار ، إلا النحل » وكان ينهى عن قتلها .

وأخرج الحكيم الترمذي ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «الذباب كلها في النار ، إلا النحل » .