الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه قال : أما المرة الأولى فسلط عليهم جالوت ، حتى بعث طالوت ومعه داود فقتله داود ، ثم رد الكرة لبني إسرائيل { وجعلناكم أكثر نفيراً } أي عدداً وذلك في زمان داود . { فإذا جاء وعد الآخرة } آخر العقوبتين { ليسوءوا وجوهكم } قال ليقبحوا وجوهكم ، { وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة } قال : كما دخل عدوهم قبل ذلك { وليتبروا ما علوا تتبيرا } قال : يدمروا ما علوا تدميراً ، فبعث الله عليهم في الآخرة بختنصر البابلي المجوسي أبغض خلق الله إليه ، فسبى وقتل وخرب بيت المقدس ، وسامهم سوء العذاب .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد رضي الله عنه في الآية قال : كانت الآخرة أشد من الأولى بكثير ، فإن الأولى كانت هزيمة فقط ، والآخرة كانت تدميراً ، وحرق بختنصر التوراة حتى لم يترك فيها حرفاً واحداً ، وخرب بيت المقدس .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { تتبيراً } قال : تدميراً .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : { تبرنا } دمرنا بالنبطية .