الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا} (6)

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : اجتمع عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف والعاص بن وائل والأسود بن المطلب وأبو البختري في نفر من قريش ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كبر عليه ما يرى من خلاف قومه إياه وإنكارهم ما جاء به من النصيحة ، فأحزنه حزناً شديداً . . . فأنزل الله { فلعلك باخع نفسك } الآية .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { فلعلك باخع نفسك } قال : قاتل نفسك .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { فلعلك باخع نفسك } قال : قاتل نفسك .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد مثله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { فلعلك باخع نفسك } قال : قاتل نفسك { إن لم يؤمنوا بهذا الحديث } قال : القرآن : { أسفاً } قال : حزناً إن لم يؤمنوا .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { أسفاً } قال : جزعا .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً } قال : حزناً عليهم ، نهى الله نبيه أن يأسف على الناس في ذنوبهم .

وأخرج ابن الأنباري في الوقف ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { فلعلك باخع نفسك } ما الباخع ؟ فقال : يقول : قاتل نفسك . قال فيه لبيد بن ربيعة :

لعلك يوماً أن فقدت مزارها *** على بعده يوماً لنفسك باخع