الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِمۡ إِن لَّمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَسَفًا} (6)

وقوله سبحانه : { فَلَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ } [ الكهف : 6 ] .

هذه آية تسلية للنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والباخِعُ نَفْسَه هو مهلكها .

قال ( ص ) : «لعلَّ » للترجِّي في المحبوب ، وللإِشفاق في المحذور ، وهي هنا للإِشفاق . انتهى .

وقوله : { على آثارهم } : استعارة فصيحةٌ من حيثُ لهم إِدبارٌ وتباعُدٌ عن الإِيمان ، فكأنهم من فرط إِدبارهم قَدْ بَعُدُوا ، فهو في آثارهم يحزَنُ عليهم .

وقوله : { بهذا الحديث } أي : بالقرآن ، «والأسف » المبالغة في حزنٍ أو غضبٍ ، وهو في هذا الموضع الحزنُ لأنه على مَنْ لا يملك ، ولا هو تحت يدِ الأسِفِ ، ولو كان الأَسَفُ من مقتدرٍ على من هو في قبضته ومِلْكه ، لكان غضباً ، كقوله تعالى : { فَلَمَّا آسَفُونَا } [ الزخرف : 55 ] أي : أغضبونا . قال قتادة : { أَسَفاً } : حُزْناً .