الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَسۡتَحۡيِۦٓ أَن يَضۡرِبَ مَثَلٗا مَّا بَعُوضَةٗ فَمَا فَوۡقَهَاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ} (26)

وأخرج عبد الغني الثقفي في تفسيره والواحدي عن ابن عباس قال : إن الله ذكر آلهة المشركين فقال ( وإن يسلبهم الذباب شيئا ) وذكر كيد الآلهة كبيت العنكبوت فقالوا : أرأيت حيث ذكر الله الذباب والعنكبوت فيما أنزل من القرآن على محمد . أي شيء كان يصنع بهذا ؟ فأنزل الله { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا } الآية .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : لما ذكر الله العنكبوت والذباب قال المشركون : ما بال العنكبوت والذباب يذكران ؟ فأنزل الله { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : لما أنزلت ( يا أيها الناس ضرب مثل ) قال المشركون : ما هذا من الأمثال فيضرب ، أو ما يشبه هذا الأمثال . فأنزل الله { إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها } لم يرد البعوضة إنما أراد المثل .

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : { البعوضة } أضعف ما خلق الله .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والديلمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس لا تغتروا بالله ، فإن الله لو كان مغفلا شيئا لأغفل البعوضة ، والذرة ، والخردلة " .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق } أي أن هذا المثل الحق { من ربهم } وأنه كلام الله ومن عنده .

وأخرج بن عبد حميد وابن جرير عن قتادة . مثله .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى : { فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق } قال : يؤمن به المؤمنون ، ويعلمون أنه الحق من ربهم ، ويهديهم الله به ، ويعرفه الفاسقون فيكفرون به .

26