الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَوۡمَئِذٖ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُۥۖ وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا} (108)

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : يحشر الله الناس يوم القيامة في ظلمة تطوى السماء وتتناثر النجوم وتذهب الشمس والقمر ، وينادي مناد فيسمع الناس الصوت يأتونه . فذلك قول الله : { يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله : { يتبعون الداعي لا عوج له } قال : لا عوج عنه .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { لا عوج له } لا يميلون عنه .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { لا تسمع إلا همساً } قال : الصوت الخفي .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فلا تسمع إلا همساً } قال : صوت وطء الأقدام .

وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله : { فلا تسمع إلا همساً } قال : أصوات أقدامهم .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وسعيد في قوله : { فلا تسمع إلا همساً } قال : وطء الأقدام .

وأخرج عبد بن حميد عن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت قاعداً عند الشعبي فمرت علينا إبل قد كان عليها جص فطرحته ، فسمعت صوت أخفافها فقال : هذا الهمس .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { فلا تسمع إلا همساً } قال : هو خفض الصوت بالكلام ، يحرك لسانه وشفتيه ولا يسمع .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { إلا همساً } قال : سر الحديث وصوت الأقدام . والله أعلم .