تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَوۡمَئِذٖ يَتَّبِعُونَ ٱلدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُۥۖ وَخَشَعَتِ ٱلۡأَصۡوَاتُ لِلرَّحۡمَٰنِ فَلَا تَسۡمَعُ إِلَّا هَمۡسٗا} (108)

الآية 108 : وقوله تعالى : { يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له } لا خلاف{[12440]} له ، ليس كالداعي في الدنيا ؛ منهم من يطيعه ، ويجيبه ، ومنهم من لا يطيعه ولا يجيبه . فأخبر أنهم في الآخرة يجيبون الداعي في أي حال كانوا ؛ لا يخالفونه .

وقوله تعالى : { وخشعت الأصوات للرحمان } لا تخشع الأصوات ، لكن تنخفض ، وتلين ، عند خوف أهلها ، وترتفع عند الأمن . أو يكون خشوع الأصوات كناية عنهم ، أي يخشعون ، ويذلون ، لشدة فزعهم لأهوال ذلك اليوم .

وقوله تعالى : { فلا تسمع إلا همسا } قيل : الهمس الكلام الخفي الذي لا تكاد تسمعه . وقيل : وقع الأقدام ونقلها ، وهو تحركها .

قال أبو عوسجة : { يتخافتون بينهم } [ طه : 103 ] أي أخفى صوته{[12441]} ، وقوله : { إذ يقول أمثلهم طريقة } [ طه : 104 ] أي أفضلهم . فأما { قاعا صفصفا } فإن{[12442]} القاع الأرض الصلبة التي لا شيء فيها ، والصفصف المستوية ، والصفاصف جميع ، والقيعان جميع القاع وعوج{[12443]} وعوج [ واحد ] {[12444]} { ولا أمتا } والأمت هو العوج ، وهو التل . وقوله { وخشعت الأصوات للرحمان } أي سكنت ، والهمس [ الكلام ] {[12445]} الخفي .


[12440]:من م، في الأصل: اختلاف.
[12441]:في الأصل وم: صورته.
[12442]:من م، قي الأصل: قال.
[12443]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[12444]:ساقطة من الأصل وم.
[12445]:ساقطة من الأصل وم.