الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالَ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَيَّ هَٰتَيۡنِ عَلَىٰٓ أَن تَأۡجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرٗا فَمِنۡ عِندِكَۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أَشُقَّ عَلَيۡكَۚ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (27)

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين } قال : بلغني أنه نكح الكبيرة التي دعته واسمها صفورا ، وأبوها ابن أخي شعيب ، واسمه رعاويل . وقد أخبرني من أصدق : أن إسمه في الكتاب يثرون كاهن مدين . والكاهن حبر .

وأخرج ابن المنذر عن نوف الشامي قال : ولدت المرأة لموسى عليه السلام غلاماً ، فسماه جرثمة .

وأخرج ابن ماجة والبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عقبة بن المنذر السلمي رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ { طس } حتى بلغ قصة موسى عليه السلام قال : « إن موسى أجر نفسه ثماني سنين أو عشراً على عفة فرجه ، وطعام بطنه ، فلما وفى الأجل قيل : يا رسول الله أي الأجلين قضى موسى ؟ قال : أبرهما وأوفاهما ، فلما أراد فراق شعيب أمر امرأته أن تسأل أباها أن يعطيها من غنمه ما يعيشون به ، فأعطاها ما ولدت من غنمه قالب لون من ذلك العام ، وكانت غنمه سوداء حسناء ، فانطلق موسى إلى عصاه فسماها من طرفها ، ثم وضعها في أدنى الحوض ، ثم أوردها فسقاها ، ووقف موسى بإزاء الحوض فلم يصدر منها شاة إلا ضرب جنبها شاة شاة قال : فأنمت وأثلثت ووضعت كلها قوالب الوان . إلا شاة أو شاتين ليس فيها فشوش ، ولا ضبوب ، ولا غزور ، ولا ثفول ، ولا كمشة تفوت الكف . قال النبي صلى الله عليه وسلم : فلو افتتحتم الشام وجدتم بقايا تلك الغنم . وهي السامرية » قال ابن لهيعة : الفشوش : التي تفش بلبنها واسعة الشخب ، والضبوب : الطويلة الضرع مجترة ، والغزور : الضيقة الشخب ، والثفول : التي ليس لها ضرع إلا كهيئة حلمتين ، والكمشة : الصغيرة الضرع لا يدركه الكف .