الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (194)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } قال : ستنجزون موعد الله على رسله .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { ولا تخزنا يوم القيامة } قال : لا تفضحنا { إنك لا تخلف الميعاد } قال : ميعاد من قال لا إله إلا الله { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم } قال : أهل لا إله إلا الله أهل التوحيد والإخلاص لا أخزيهم يوم القيامة .

وأخرج أبو يعلى عن جابر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " العار والتخزية يبلغ من ابن آدم يوم القيامة في المقام بين يدي الله ما يتمنى العبد أن يؤمر به إلى النار " .

وأخرج أبو بكر الشافعي في رباعيته عن أبي قرصافة قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم لا تخزنا يوم القيامة ، ولا تفضحنا يوم اللقاء " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود أنه قال : إذا فرغ أحدكم من التشهد في الصلاة فليقل : اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم ، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبادك الصالحون ، وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ( البقرة الآية 201 ) ربنا إننا آمنا { فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار } إلى قوله { إنك لا تخلف الميعاد } .

وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم النخعي قال : كان يستحب أن يدعو في المكتوبة بدعاء القرآن .

وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين أنه سئل عن الدعاء في الصلاة فقال : كان أحب دعائهم ما وافق القرآن .

وأخرج أحمد وابن أبي حاتم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عسقلان أحد العروسين يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا لا حساب عليهم ، ويبعث منها خمسون ألفا شهداء وفودا إلى الله وبها صفوف الشهداء ، رؤوسهم تقطر في أيديهم تثج أوداجهم دما يقولون { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك . . إنك لا تخلف الميعاد } فيقول : صدق عبيدي . اغسلوهم بنهر البيضة فيخرجون منه بيضا ، فيسرحون في الجنة حيث شاؤوا " .