{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتنَا على رُسُلِكَ } حكايةٌ لدعاءٍ آخرَ لهم مسبوقٍ بما قبله معطوفٍ عليه لتأخّر التحليةِ عن التخلية ، وتكريرُ النداء لما مر مكرراً ، والمرادُ بالموعود الثوابُ و { على } إما متعلقةٌ بالوعد كما في قولك : وعد الله الجنةَ على الطاعة أي وعدتَنا على تصديق رسلِك ، أو بمحذوف وقع صفةً لمصدر مؤكدٍ محذوفٍ أي وعدتنا وعداً كائناً على ألسنة رسلِك ، وقيل : التقديرُ منزلاً على رسلك أو محمولاً على رسلك ، ولا يخفى أن تقديرَ الأفعالِ الخاصةِ في مثل هذه المواقعِ تعسفٌ ، وجمعُ الرسلِ مع أن المناديَ هو الرسولُ صلى الله عليه وسلم وحده لما أن دعوتَه عليه السلام لاسيما في باب التوحيدِ وما أجمع عليه الكلُّ من الشرائع منطويةٌ على دعوة الكلِّ فتصديقُه تصديقٌ لهم عليهم السلام ، كيف لا وقد أخذ منهم الميثاقَ بالإيمان به عليه السلام لقوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ الله ميثاق النبيين لَمَا آتَيْتُكُم من كتاب } [ آل عمران ، الآية 81 ] الآية ، وكذا الموعودُ على لسانه من الثواب موعودٌ على ألسنة الكلِّ ، وإيثارُ الجمعِ لإظهار كمالِ الثقةِ بإنجاز الموجودِ بناءً على كثرة الشهود . { وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القيامة } قصَدوا بذلك تذكيرَ وعدِه تعالى بقوله : { يَوْم لاَّ يخزِي الله النَّبي والَّذِينَ آمنُوا مَعَهُ } [ التحريم ، الآية 8 ] مُظْهرين أنهم ممن آمن معه رجاءً للانتظام في سلكهم يومئذ ، وقوله تعالى : { إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الميعاد } تعليلٌ لتحقيق ما نَظَموا في سلك الدعاءِ ، وهذه الدعواتُ وما في تضاعيفها من كمالِ الضراعةِ والابتهالِ ليست لخوفهم من إخلاف الميعادِ بل لخوفهم من ألا يكونوا من جملة الموجودين بتغير الحالِ وسوءِ الخاتمةِ والمآلِ ، فمرجِعُها إلى الدعاء بالتثبيت ، أو للمبالغة في التعبُّد والخشوعِ . والميعادُ الوعدُ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه البعثُ بعد الموت وفي الآثار عن جعفر الصادق : من حزَ به أمرٌ فقال ربنا خمسَ مراتٍ أنجاه اللَّهُ مما يخاف وأعطاه ما أراد ، وقرأ هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.