الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۖ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِيعَادَ} (194)

قوله ( رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا ) الآية [ 194 ] .

أي : يقولون : ربنا آتنا ما وعدتنا على لسان رسلك : وهو الجنة وهذا سؤال وطلب ، ومعناه الخبر ، لأن الله تعالى منجز وعده من غير سؤال ، ومعناه وتوفنا مع الأبرار لتؤتينا ما وعدتنا فهذا معناه ، لأنهم قد علموا أن الله لا يخلف الميعاد ، ولكنه خبر . وقيل : إنه خرج منهم على طريق الطلب أن يجعلهم ممن يؤتيه ما وعده من الكرامة( {[11449]} ) . وقيل : إنهم سألوا الله عز وجل أن يؤتيهم ما وعدهم على لسان( {[11450]} ) الرسول صلى الله عليه وسلم من النصر على أعدائهم( {[11451]} ) .

( وَلاَ تُخْزِنَا ) أي : لا تذلنا( {[11452]} ) ( إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) أي : أنك قد وعدت من آمن بك ووحدك : الجنة في الآخرة والنصر في الدنيا على أعدائك .


[11449]:- انظر: جامع البيان 4/213.
[11450]:- (ج): ما وعدهم من الكرامة على لسان.
[11451]:- انظر: جامع البيان 4/213.
[11452]:- (ج): تخدلنا.