الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ} (18)

وأخرج الطبراني وابن عدي وابن مردويه عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله { ولا تصعر خدك للناس } قال : ليّ الشدق » .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولا تصعر خدك للناس } يقول : لا تتكبر . فتحقر عباد الله ، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلموك .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولا تصعر خدك للناس } قال : هو الذي إذا سلم عليه لوى عنقه كالمستكبر .

وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولا تصعر خدك للناس } قال : الصدود والإِعراض بالوجه عن الناس .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { ولا تصعر خدك للناس } يقول : لا تعرض وجهك عن فقراء الناس تكبراً .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإِيمان عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله { ولا تصعر خدك للناس } قال : ليكن الفقير والغني عندك في العلم سواء ، وقد عوتب النبي صلى الله عليه وسلم { عبس وتولى } .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { واقصد في مشيك } قال : تواضع .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي عن يزيد بن أبي حبيب رضي الله عنه في قوله { واقصد في مشيك } قال : يعني السرعة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { واقصد في مشيك } يقول : لا تختال : { واغضض من صوتك } قال : اخفض من صوتك عن الملأ { إن أنكر الأصوات } قال : أقبح الأصوات { لصوت الحمير } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { واقصد في مشيك } قال : نهاه عن الخيلاء { واغضض من صوتك } قال : أمره بالاقتصاد في صوته { إن أنكر الأصوات } قال : أقبح الأصوات { لصوت الحمير } قال : أوّله زفير وآخره شهيق .

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } قال : أنكرها على السمع .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال : صياح كل شيء تسبيحه إلا الحمار .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال : لو كان رفع الصوت خيراً ما جعله الله للحمير .