الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قُلۡ يَٰعِبَادِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ لِلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۗ وَأَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٌۗ إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّـٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابٖ} (10)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وأرض الله واسعة } قال : أرضي واسعة فهاجروا واعتزلوا الأوثان .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } قال : لا والله ما هناك مكيال ولا ميزان .

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } قال : بلغني أنه لا يحسب عليهم ثواب عملهم ولكن يزادون على ذلك .

وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله إذا أحب عبداً أو أراد أن يصافيه صب عليه البلاء صباً ، ويحثه عليه حثاً ، فإذا دعا قالت الملائكة عليهم السلام : صوت معروف قال جبريل عليه السلام : يا رب عبدك فلان اقض حاجته . فيقول الله تعالى : دعه إني أحب أن أسمع صوته . فإذا قال يا رب . . قال الله تعالى ، لبيك عبدي وسعديك . وعزتي لا تدعوني بشيء إلا استجبت لك ، ولا تسألني شيئاً إلا أعطيتك . أما أن أعجل لك ما سألت ، وأما أن أدخر لك عندي أفضل منه ، وأما أن أدفع عنك من البلاء أعظم منه . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وتنصب الموازين يوم القيامة ، فيأتون بأهل الصلاة فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الصيام فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الصدقة فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل الحج فيوفون أجورهم بالموازين ، ويؤتى بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ، ويصب عليهم الأجر صباً بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أنهم كانوا في الدنيا تقرض أجسادهم بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل . وذلك قوله { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } » .

وأخرج الطبراني وابن عساكر وابن مردويه عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة ، فلا يرفع لهم ديوان ، ولا ينصب لهم ميزان يصب عليهم الأجر صباً . وقرأ { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } » .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : يود أهل البلاء يوم القيامة أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض .