الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (9)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أنه تلا هذه الآية { أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه . . } قال : ذاك عثمان بن عفان . وفي لفظ نزلت في عثمان بن عفان .

وأخرج ابن سعد في طبقاته وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً } قال : نزلت في عمار بن ياسر . وأخرج جويبر عن عكرمة ، مثله .

وأخرج جويبر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت هذه الآية في ابن مسعود ، وعمار ، وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يحذر الآخرة } يقول : يحذر عذاب الآخرة .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن سعيد بن جبير رضي الله عنه ، أنه كان يقرأ { أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر عذاب الآخرة } والله تعالى أعلم .

أما قوله تعالى : { يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه } :

أخرج الترمذي والنسائي وابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال : « دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو في الموت فقال كيف تجدك ؟ قال : أرجو وأخاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الذي يرجو ، وأمنه الذي خاف " .