الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحۡلَةٗۚ فَإِن طِبۡنَ لَكُمۡ عَن شَيۡءٖ مِّنۡهُ نَفۡسٗا فَكُلُوهُ هَنِيٓـٔٗا مَّرِيٓـٔٗا} (4)

أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال : كان الرجل إذا زوج أيمة أخذ صداقها دونها ، فنهاهم الله عن ذلك ونزلت { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } .

وأخرج ابن جرير عن حضرمي . أن ناسا كانوا يعطي هذا الرجل أخته ويأخذ أخت الرجل ، ولا يأخذون كبير مهر . فقال الله { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل { وآتوا النساء } يقول : أعطوا النساء { صدقاتهن } يقول : مهورهن .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { نحلة } قال : يعني بالنحلة المهر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة { نحلة } قالت واجبة .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جرير { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } قال : فريضة مسماة .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال { النحلة } في كلام الواجب ، يقول : لا تنكحها إلا بشيء واجب لها ، وليس ينبغي لأحد أن ينكح امرأة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا بصداق واجب .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة { نحلة } قال : فريضة .

وأخرج أحمد عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو أن رجلا أعطى امرأة صداقا ملء يديه طعاما كانت له حلالا .

وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن أبي لبيبة عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استحل بدرهم فقد استحل " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن ربيعة " أن رجلا تزوج على نعلين فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم نكاحه " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " من نكح امرأة وهو يريد أن يذهب بمهرها فهو عند الله زان يوم القيامة " .

وأخرج ابن أبي شيبة عن عائشة وأم سلمة قالتا : ليس شيء أشد من مهر امرأة وأجر أجير .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جيبر { فإن طبن لكم } قال : هي للأزواج .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة { فإن طبن لكم عن شيء منه } قال : من الصداق .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا } يقول : إذا كان من غير إضرار ولا خديعة فهو هنيء مريء كما قال الله .

وأخرج ابن جرير عن حضرمي ، أن ناسا كانوا يتأثمون أن يراجع أحدهم في شيء مما ساق إلى امرأته فقال الله { فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا } .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : إذا اشتكى أحدكم فليسأل امرأته ثلاثة دراهم أو نحوها فليشتر بها عسلا ، وليأخذ من ماء السماء فيجمع هنيئا مريئا وشفاء ومباركا .

وأخرج ابن سعد عن علقمة أنه كان يقول لامرأته : أطعمينا من ذلك الهنيء المريء ، يتأول هذه الآية .