الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (22)

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنت مستتراً بأستار الكعبة فجاء ثلاثة نفر ، قرشي ، وثقفيان أو ثقفي ، وقرشيان ، كثير لحم بطونهم ، قليل فقه قلوبهم ، فتكلموا بكلام لم أسمعه فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع كلامنا هذا ؟ فقال الآخر : إنا إذا رفعنا أصواتنا سمعه وإذا لم نرفعه لم يسمع . فقال الآخران : سمع منه شيئاً سمعه كله قال : فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم } إلى قوله { من الخاسرين } .

وأخرج عبد الرزاق وأحمد والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تحشرون ههنا - وأوما بيده إلى الشام - مشاة وركباناً على وجوهكم ، وتعرضون على الله وعلى أفواهكم الفدام ، وإن أول ما يعرب عن أحدكم فخذه وكفه ، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال : ما كنتم تظنون .

وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه { وما كنتم تستترون } قال : تستخفون .