{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ } .
{ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ } أي وما كنتم تستترون عند فعلكم الفواحش والمنكرات ، مخافة أو كراهة أن يشهد عليكم ما ذكر . أي ليس استتارهم للخوف مما ذكر ، بل من الناس . ف { أن يشهد } مفعول له ، / بتقدير مضاف . أو من أن يشهد أو عن أن يشهد . أو أنه ضمن معنى الظن ، فهو في محل نصب . وفي الآية تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق ، أنه لا يمر عليه حال إلا وعليه رقيب ، كما قال أبو نواس : {[6421]}
إذا ما خلوت الدهر يوما ، فلا تقل*** خلوت . ولكن قل : علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة*** ولا أن ما يخفى عليك ، يغيب
{ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ } أي ما ظننتم أن الله يعلم فينطق الجوارح ، ولكن ظننتم أنه لا يعلم كثيرا ، وهو ما عملتم خفية . فما استترتم عنها واجترأتم على المعاصي . وإذا كان { أن يشهد } مفعولا له ، فالمعنى ما استترتم بالحجب ، لخيفة أن تشهد عليكم الجوارح . فلذا ما استترتم عنها . لكن لأجل ظنكم أن الله لا يعلم كثيرا ، فلذا سعيتم في الاستتار عن الخلق ، لا عن الخالق ، ولا عما تنطق به الجوارح .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.