تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ} (22)

وذلك أن هؤلاء النفر الثلاثة كانوا في ظل الكعبة يتكلمون ، فقال أحدهما : هل يعلم الله ما تقول ؟ فقال الثاني : إن خفضنا لم يعلم ، وإن رفعنا علمه ، فقال الثالث : إن كان الله يسمع إذا رفعنا ، فإنه يسمع إذا خفضنا ، فسمع قولهم عبد الله بن مسعود ، فأخبر بقولهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله في قولهم :{ وما كنتم تستترون } ، يعني تستيقنون ، وقالوا : تستكتمون ، { أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم } يعني حسبتم ، { أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } آية ، يعني هؤلاء الثلاثة ، قول بعضهم لبعض : هل يعلم الله ما نقول ؟ لقول الأول والثاني والثالث ، يقول : حسبتم { أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون } .