الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِيَٰمٗا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡيَ وَٱلۡقَلَـٰٓئِدَۚ ذَٰلِكَ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (97)

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : إنما سميت الكعبة لأنها مربعة .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال : إنما سميت الكعبة لتربيعها .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس } قال : قياماً لدينهم ومعالم لحجهم .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : قيامها أن يأمن من توجه إليها .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد { قياماً للناس } قال : قواماً للناس .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير { قياماً للناس } قال : صلاحاً لدينهم .

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير { قياماً للناس } قال : شدة لدينهم .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير { قياماً للناس } قال : عصمة في أمر دينهم .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : كان الناس كلهم فيهم ملوك يدفع بعضهم عن بعض ، ولم يكن في العرب ملوك يدفع بعضهم عن بعض ، فجعل الله لهم البيت الحرام قياماً يدفع بعضهم عن بعض به { والشهر الحرام } كذلك يدفع الله بعضهم عن بعض بالأشهر الحرم والقلائد ، ويلقي الرجل قاتل أبيه أو ابن عمه فلا يعرض له ، وهذا كله قد نسخ .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شهاب قال : جعل الله البيت الحرام والشهر الحرام قياماً للناس يأمنون به في الجاهلية الأولى ، لا يخاف بعضهم بعضاً حين يلقونهم عند البيت ، أو في الحرم أو في الشهر الحرام .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد } قال : حواجز أبقاها الله في الجاهلية بين الناس ، فكان الرجل لو جر كل جريرة ثم لجأ الحرم لم يتناول ولم يقرب ، وكان الرجل لو لقي قاتل أبيه في الشهر الحرام لم يعرض له ولم يقربه ، وكان الرجل لو لقي الهدي مقلداً وهو يأكل العصب من الجوع لم يعرض له ولم يقربه ، وكان الرجل إذا أراد البيت تقلد قلادة من شعر فأحمته ومنعته من الناس ، وكان إذا نفر تقلد قلادة من الإذخر أو من السمر فمنعته من الناس حتى يأتي أهله حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن . أنه تلا هذه الآية { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس } قال : لا يزال الناس على دين ما حجوا البيت واستقبلوا القبلة .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : جعل الله هذه الأربعة قياماً للناس هي قوام أمرهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده في قوله { قياماً للناس } قال : تعظيمهم إياها .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل بن حيان { قياماً للناس } يقول : قواماً علماً لقبلتهم ، وأمناً هم فيه آمنون .

وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم { قياماً للناس } قال : أمنا .

وأخرج أبو الشيخ عن عبد الله بن مسلم بن هرمز قال : حدثني من أصدق قال : تنصب الكعبة يوم القيامة للناس تخبرهم بأعمالهم فيها .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي مجلز . أن أهل الجاهلية كان الرجل منهم إذا أحرم تقلد قلادة من شعر فلا يعرض له أحد ، فإذا حج وقضى حجه تقلد قلادة من إذخر فقال الله : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياماً للناس والشهر الحرام . . . } الآية .

وأخرج أبو الشيخ عن عطاء الخراساني في الآية قال : كانوا إذا دخل الشهر الحرام وضعوا السلاح ، ومشى بعضهم إلى بعض .

وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم في الآية قال : كانت العرب في جاهليتها جعل الله هذا لهم شيئاً بينهم يعيشون به ، فمن انتهك شيئاً من هذا أو هذا لم يناظره الله حتى بعد ذلك { لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض } . والله تعالى أعلم .