تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَيۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِيَٰمٗا لِّلنَّاسِ وَٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَٱلۡهَدۡيَ وَٱلۡقَلَـٰٓئِدَۚ ذَٰلِكَ لِتَعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٌ} (97)

قوله سبحانه : { جعل الله الكعبة البيت الحرام } ، أنها سميت الكعبة ، لأنها منفردة من البنيان ، وكل منفرد من البنيان فهو في كلام العرب الكعبة ، قال أبو محمد : قال ثعلب : العرب تسمى كل بيت مربع الكعبة ، { قياما للناس } ، يعني أرض الحرم أمنا لهم وحياة لهم في الجاهلية . قال : كان أحدهم إذا أصاب ذنبا أو أحدث حدثا يخاف على نفسه ، دخل الحرم فأمن فيه ، { والشهر الحرام } ، قال : كان الرجل إذا أراد سفرا في أمره ، فإن كان السفر الذي يريده يعلم أنه يذهب ويرجع قبل أن يمضي الشهر الحرام توجه آمنا ، ولم يقلد نفسه ولا راحلته ، وإن كان يعلم أنه لا يقدر على الرجوع حتى يمضي الشهر الحرام ، قلد نفسه وبعيره من لحا شجر الحرم فيأمن به حيث ما توجه من البلاد ، فمن ثم قال سبحانه : { والهدي والقلائد } كل ذلك كان قواما لهم وأمنا في الجاهلية ، نظيرها في أول السورة ، { ذلك } ، يقول : هذا { لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض } ، قبل أن يكونا ، ويعلم أنه سيكون من أمركم الذي كان ، { وأن الله بكل شيء } من أعمال العباد ، { عليم } .