قال ابن عباس : كانوا يتغادرون ويتقاتلون فأنزل اللّه { جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ } .
قال مجاهد : سميت كعبة مربع والعرب تسمي كل بيت مربع كعبة .
وقال مقاتل : سميت كعبة لانفرادها من البنيان .
قال أهل اللغة : أصلها من الخروج والارتفاع وسمّي الكعب كعباً لخروجه من جانبي القدم ، ومنه قيل للجارية إذا قاربت البلوغ وخرجت ثدياها : قد تكعبت ، فسميت الكعبة كعبة لارتفاعها من الأرض ، وثباتها على الموضع الرفيع ، وسميت البيت الحرام لأن اللّه حرّمه وعظم حرمته .
وفي الحديث : " مكتوب في أسفل المقام : إني أنا اللّه ذو بكة حرمتها يوم خلقت السماوات والأرض . ويوم وضعت هذين الجبلين وحففتهما بسبعة أملاك حفاً من جاءني زائراً لهذا البيت عارفاً بحقه مذعناً لي بالربوبية حرّمت جسده على النار " .
{ قِيَاماً لِّلنَّاسِ } أي قواماً لهم في أمر دينهم ودنياهم ، وصلاحاً لمعاشهم ومعادهم لما يحصل لهم من الحج والعمرة والزيارة والتجارة ، وما يجبى إليه من الثمرات ، ويظهر فيه من أنواع البركات .
فقال ابن جبير : من أتى هذا البيت يريد شيئاً للدنيا والآخرة أصابه { وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ } أراد به الأشهر الحرم يأمن فيها الناس ، { وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ } الآية .
إعتُرض على هذه الآية وقيل : كيف يليق أول الآية بآخرها ؟ فالجواب أن مجاز الآية إن اللّه يعلم صلاح الناس كما يعلم { مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ } الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.