وروى معمر عن قتادة أنه قال : كان آدم لا يولد له ولد إلا مات فجاء الشيطان وقال : إن سرك أن يعيش ولدك فسمه عبد الحارث ففعل . فأشركا في الاسم . ولم يشركا في العبادة . وروي عن السدي أنه قال : اسم إبليس هو الحارث يوم لعن فأراد أن ينسب إليه ، فأمرها فسمته عبد الحارث ، فعاش بعد ذلك أياماً ثم مات . فذلك قوله : { فَلَمَّا آتاهما } يعني : أعطاهما { صالحا } خلقاً آدمياً سوياً { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما } قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء } بكسر الشين وجزم الراء وقرأ الباقون { شُرَكَاء } بالضم ونصب الراء . فمن قرأ بالكسر فهو على معنى التسمية ، وهو اسم يقوم مقام المصدر ومن قرأ بالضم فمعناه : { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء } يعني : الشريك في الاسم وإنما ذكر الشركاء وأراد به الشريك يعني : الشيطان فإن قيل : من قرأ بالكسر كان من حق الكلام أن يقول جعلا لغيره شركاً ، لأنهما لا ينكران أن الأصل لله تعالى . وإنَّما جعلا لغيره شركاً أي نصيباً . قيل له : معناه { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء } يعني : ذا شرك . فذكر الشرك والمراد به شركه كقوله تعالى : { وسأل القرية } [ يوسف : 12 ] أي أهل القرية فضرب الله تعالى بهذا مثلاً للكفار يعني : كما أن آدم وحواء أعطاهما ورزقهما فاشركوا في عبادته .
ثم نزه نفسه عن الشرك فقال تعالى : { فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ } أي هو أعلى وأجل من أن يوصف بالشرك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.