السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَلَمَّآ ءَاتَىٰهُمَا صَٰلِحٗا جَعَلَا لَهُۥ شُرَكَآءَ فِيمَآ ءَاتَىٰهُمَاۚ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (190)

{ فلما آتاهما صالحاً } أي : جنس الولد الصالح في تمام الخلق بدناً وقوّة وعقلاً ، فكثروا في الأرض وانتشروا في نواحيها ذكوراً وإناثاً { جعلا } أي : النوعان من أولادهما الذكور والإناث ؛ لأنّ صالحاً صفة للولد وهو الجنس ، فيشمل الذكر والأنثى والقليل والكثير ، فكأنه قيل : فلما آتاهما أولاداً صالحي الخلقة من الذكور والإناث جعل النوعان { له شركاء } أي : بعضهم أصناماً وبعضهم ناراً وبعضهم شمساً وبعضهم غير ذلك ، وقيل : جعل أولادهما له شركاء { فيما آتاهما } أي : فيما آتى أولادهما فسموه عبد العزى وعبد مناف على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، ويدل عليه قوله تعالى : { فتعالى الله عما يشركون } .