{ فَلَمَّا آتاهما } ما طلباه من الولد الصالح ، وأجاب دعاءهما { جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتاهما } قال كثير من المفسرين : إنه جاء إبليس إلى حواء وقال لها : إن ولدت ولداً فسميه باسمي فقالت : وما اسمك ؟ قال : الحارث ولو سمى لها نفسه لعرفته ، فسمته عبد الحارث ، فكان هذا شركاً في التسمية ، ولم يكن شركاً في العبادة . وإنما قصدا أن الحارث كان سبب نجاة الولد ، كما يسمى الرجل نفسه عبد ضيفه ، كما قال حاتم الطائي :
وإني لعبد الضيف مادام ثاويا *** وما فيّ إلا تلك من شيمة العبد
وقال جماعة من المفسرين : إن الجاعل شركاً فيما آتاهما هم جنس بني آدم ، كما وقع من المشركين منهم ، ولم يكن ذلك من آدم وحواء ، ويدلّ على هذا جمع الضمير في قوله : { فتعالى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ } وذهب جماعة من المفسرين إلى أن معنى { مّن نَّفْسٍ واحدة } من هيئة واحدة وشكل واحد { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي : من جنسها { فَلَمَّا تَغَشَّاهَا } يعني جنس الذكر جنس الأنثى . وعلى هذا لا يكون لآدم وحوّاء ذكر في الآية ، وتكون ضمائر التثنية راجعة إلى الجنسين . وقد قدّمنا الإشارة إلى نحو هذا ، وذكرنا أنه خلاف الأولى لأمور منها { وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } بأن هذا إنما هو لحواء . ومنها { دعَوَا الله رَبَّهُمَا } فإن كل مولود يولد بين الجنسين ، لا يكون منهما عند مقاربة وضعه هذا الدعاء . وقد قرأ أهل المدينة وعاصم «شركاً » على التوحيد . وقرأ أبو عمرو ، وسائر أهل الكوفة بالجمع . وأنكر الأخفش سعيد القراءة الأولى . وأجيب عنه بأنها صحيحة على حذف المضاف ، أي جعلا له ذا شرك ، أو ذوي شرك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.