الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قُلۡ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمۡ فِي شَكّٖ مِّن دِينِي فَلَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِنۡ أَعۡبُدُ ٱللَّهَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُمۡۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (104)

قوله تعالى{[31714]} : { قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله } إلى قوله { من الظالمين }[ 104-106 ] .

والمعنى : قل يا محمد : يا أيها المشركون إن كنتم في شك من ديني الذي أدعوكم إليه ، فلم تعلموا أنه حق من عند الله ، فإني{[31715]} لا أعبد الذين تعبدون من دوني الله : يعني الآلهة ، والأوثان التي لا تنفع ، ولا تضر{[31716]} .

وفي الكلام تعريض . والمعنى : إن كنتم في شك من دوني ، فلا ينبغي لكم أن تشكوا فيه ، وإنما ينبغي أن تشكوا في عبادة من لا ينفع ، ولا يضر ، ولا يسمع ، ولا يبصر{[31717]} . { ولكن أعبد الله الذين يتوفاكم }[ 104 ] : أي : يقبض أرواحكم عند مجيء آجالكم{[31718]} .

{ وأمرت أن أكون من المومنين }[ 104 ] : أي : المصدقين بما جاء من عنده{[31719]} . ومعنى : { من دون الله } من عند الله .


[31714]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[31715]:ق: وإني.
[31716]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/217، والجامع 8/247.
[31717]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/217.
[31718]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/217 و 218.
[31719]:انظر الجامع 8/247.