فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ} (72)

{ قالوا } في جوابهم { نفقد صواع الملك } وقرئ بالغين المعجمة وقرئ صوع وصياع وصاع ، وقال الزجاج : الصواع الصاع بعينه وهو يذكر ويؤنث وهو السقاية قال ابن عباس : كل شيء شربت منه فهو صواع وقيل الصواع الذي يكال به وجمعه أصوع والصواع لغة فيه وجمعه صيعان وفيه قراآت كثيرة وهي ثمانية كلها لغات في هذا الحرف والمراد هنا آلة الكيل سماها تارة كذا وتارة كذا وإنما اتخذ هذا الإناء مكيالا لعزة ما يكال به في ذلك الوقت .

{ ولمن جاء به حمل بعير } من الطعام جعلا له لا على نية تحقيق الوعد لجزمهم بامتناع { وجود } الشرط وعزمهم على ما لا يخفى من أخذ من وجد في رحله ، وهذا قول المؤذن وحده فهو الذي كفل وضمن . والبعير الجمل ، وفي لغة بعض العرب أنه الحمار والمراد بالحمل ههنا ما يحمله البعير من الطعام .

ثم قال المنادي { وأنا به } أي بحمل البعير الذي جعل لمن جاء بالصواع قبل التفتيش للأوعية { زعيم } كفيل قاله ابن عباس أي بلسان أهل اليمن .

وعنة سعيد ابن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله ، ولعل القائل بفقد صواع الملك هو المنادي ، وإنما نسب القول إلى الجماعة لكونه واحدا منهم ، ثم رجع الكلام إلى نسبة القول إلى المنادي وحده لأنه القائل بالحقيقة وهذه الآية تدل على أن الكفالة كانت صحيحة في شرعهم في ذلك الزمان .