البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالُواْ نَفۡقِدُ صُوَاعَ ٱلۡمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِۦ حِمۡلُ بَعِيرٖ وَأَنَا۠ بِهِۦ زَعِيمٞ} (72)

الصواع الصاع ، وفيه لغات تأتي في القرآن ، ويؤنث ويذكر .

وصواع الملك هو المكيال ، وهو السقاية سماه أولاً بإحدى جهتيه ، وآخراً بالثانية .

وقرأ الجمهور صواع بضم الصاد ، بعدها واو مفتوحة ، بعدها ألف ، بعدها عين مهملة .

وقرأ أبو حيوة ، والحسن ، وابن جبير فيما نقل ابن عطية كذلك ، إلا أنه كسر الصاد .

وقرأ أبو هريرة ، ومجاهد : صاع بغير واو على وزن فعل ، فالألف فيها بدل من الواو المفتوحة .

وقرأ أبو رجاء : صوع على وزن قوس .

وقرأ عبد الله بن عون بن أبي أرطيان : صوع بضم الصاد ، وكلها لغات في الصاع .

وقرأ الحسن ، وابن جبير فيما نقل عنهما صاحب اللوامح : صواغ بالغين المعجمة على وزن غراب .

وقرأ يحيى بن يعمر كذلك ، إلا أنه يحذف الألف ويسكن الواو .

وقرأ زيد بن علي : صوغ مصدر صاغ ، وصواغ صوغ مشتقان من الصوغ مصدر صاغ يصوغ ، أقيما مقام المفعول بمعنى مصوغ الملك .

ولمن جاء به أي : ولمن دل على سارقه وفضحه ، وهذا جعل وأنا به زعيم من كلام المؤذن .

وأنا بحمل البعير كفيل أؤديه إلى ما جاء به ، وأراد به وسق بعير من طعام جعلاً لمن حصله .