ثم قال تعالى : { فلما جهزهم جهازهم جعل السقاية في رحل أخيه }[ 70 ] والمعنى : أن يوسف لما حمل إبل إخوته الميرة ، جعل السقاية في رحل أخيه : وهو المكيال الذي كانوا يكتالون به ، وهي المشربة التي يشرب بها [ الملك ] وكانت من فضة ، وذهب تُشْبِهُ{[34810]} الملوك مرصعة{[34811]} بالجوهر{[34812]} .
وقيل : كانت شبه الكأس ، فجعلها في رجل أخيه ، والأخ لا يشعر{[34813]} . فلما ارتحلوا نادى مناد{[34814]} : يا { أيتها العير إنكم لسارقون }[ 70 ] قيل : إنما قيل لهم : { إنكم لسارقون } ، وهم لم يسرقوا : يريد إنهم سرقوه ، وباعوه{[34815]} ، لأنهم سبب بيعه . وقيل : بل تركهم حتى مشوا ، وخرجوا ، ثم لحقوا ، فقيل لهم : { أيتها العير إنكم لسارقون }[ 70 ] . قالوا : وما ذاك{[34816]} قالوا : { صواع الملك }{[34817]}[ 72 ] وإنما دعاهم بالسرقة كلهم ، لأن المنادي لم يعلم ما{[34818]} صنع يوسف{[34819]} .
وقيل : إنما فعله عن أمر يوسف{[34820]} فأعقبه{[34821]} الله عز وجل{[34822]} بقولهم له : { فقد سرق أخ له من قبل }{[34823]}[ 77 ] .
وقيل : إنما جا[ ز ]{[34824]} أن يقال لهم ذلك ، لأنهم باعوا يوسف{[34825]} ، فاستجازوا{[34826]} أن يخاطبوا بذلك{[34827]} .
وقيل : المعنى : حالكم حال السراق . وقرأ أبو هريرة ( صاع الملك ){[34828]} .
وقال أبو رجاء{[34829]} ( صوع الملك ){[34830]} .
( قوله ){[34831]} : { ولمن جاء به حمل بعير }[ 73 ] : أي : ( وقِرُ بَعير ){[34832]} من الطعام{[34833]} .
( قوله ){[34834]} : { قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض }[ 72 ] : أي : لنعصي الله ، ونسرق ، وإنما ادعوا ذلك . وقالوا : ( قد علمتم ) لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوا في رحالهم ، إذ رجعوا وراء أخيهم{[34835]} . فالمعنى : ( لو كنا سارقين ما رددنا البضاعة ( التي وجدنا ){[34836]} في رحالنا ){[34837]} .
وقيل : إنما قالوا ذلك لأنهم قد علموا اشتهار{[34838]} فضلهم{[34839]} بمصر ، فنفوا عن أنفسهم ما قد رموا به{[34840]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.