فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِينَ} (90)

وقد اختلف في المقتسمين من هم ؟ فقال الفراء : هم ستة عشر رجلاً بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم ، فاقتسموا أنقاب مكة وفجاجها يقولون لمن دخلها : لا تغتروا بهذا الخارج فينا فإنه مجنون ، وربما قالوا : ساحر ، وربما قالوا : شاعر ، وربما قالوا : كاهن ، فقيل لهم : مقتسمين ؛ لأنهم اقتسموا هذه الطرق . وقيل : إنهم قوم من قريش اقتسموا كتاب الله ، فجعلوا بعضه شعراً ، وبعضه سحراً ، وبعضه كهانة ، وبعضه أساطير الأوّلين . قاله قتادة . وقيل : هم أهل الكتاب ، وسموا مقتسمين لأنهم كانوا يقتسمون القرآن استهزاء ، فيقول بعضهم : هذه السورة لي وهذه لك ، روي هذا عن ابن عباس . وقيل : إنهم قسموا كتابهم وفرّقوه وبدّدوه وحرّفوه . وقيل : المراد قوم صالح تقاسموا على قتله فسموا مقتسمين ، كما قال تعالى : { تَقَاسَمُوا بالله لَنُبَيّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } [ النمل : 49 ] . وقيل : تقاسموا أيماناً تحالفوا عليها ، قاله الأخفش . وقيل : إنّهم العاص بن وائل ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والنضر بن الحارث وأمية بن خلف ، ومنبه بن الحجاج . ذكره الماوردي .

/خ99