{ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السماوات والأرض } أعلم بهم ذاتاً وحالاً واستحقاقاً ، وهو أعمّ من قوله : { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } لأن هذا يشمل كل ما في السماوات والأرض من مخلوقاته ، وذاك خاص ببني آدم أو ببعضهم ، وهذا كالتوطئة لقوله : { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النبيين على بَعْضٍ } أي : إن هذا التفضيل عن علم منه بمن هو أعلى رتبة وبمن دونه ، وبمن يستحق مزيد الخصوصية بتكثير فضائله وفواضله . وقد تقدّم هذا في البقرة . وقد اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، وموسى كليماً ، وجعل عيسى كلمته وروحه ، وجعل لسليمان ملكاً عظيماً ، وغفر لمحمد ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، وجعله سيد ولد آدم . وفي هذه الآية دفع لما كان ينكره الكفار مما يحكيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من [ ارتفاع ] درجته عند ربه عزّ وجلّ ، ثم ذكر ما فضل به داود ، فقال : { وَآتَيْنَا داود زبورا } أي : كتاباً مزبوراً . قال الزجاج : أي فلا تنكروا تفضيل محمد وإعطاءه القرآن فقد أعطى الله داود زبوراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.