{ ذلك مِمَّا أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الحكمة } الإشارة إلى ما تقدّم ذكره من قوله : { لا تَجْعَل } إلى هذه الغاية ، وترتقي إلى خمسة وعشرين تكليفاً ، { مِمَّا أوحى إِلَيْكَ رَبُّكَ } أي : من جنسه أو بعض منه ، وسمي حكمة لأنه كلام محكم ، وهو ما علمه من الشرائع ، أو من الأحكام المحكمة التي لا يتطرق إليها الفساد ، وعند الحكماء : أن الحكمة عبارة عن معرفة الحق لذاته ، و{ من الحكمة } متعلق بمحذوف وقع حالاً ، أي : كائناً من الحكمة ، أو بدل من الموصول بإعادة الجار ، أو متعلق ب{ أوحى } . { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ الله إلها آخَرَ } كرر سبحانه النهي عن الشرك تأكيداً وتقريراً وتنبيهاً عن أنه رأس خصال الدين وعمدته . قيل : وقد راعى سبحانه في هذا التأكيد دقيقة ، فرتب على الأوّل كونه مذموماً مخذولاً ، وذلك إشارة إلى حال الشرك في الدنيا ، ورتب على الثاني أنه يلقى { فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } وذلك إشارة إلى حاله في الآخرة ، وفي القعود هناك ، والإلقاء هنا إشارة إلى أن للإنسان في الدنيا صورة اختيار بخلاف الآخرة ، وقد تقدّم تفسير الملوم والمدحور .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.