ثم بيّن سبحانه مآل الدنيا وأهلها فقال : { وَإِن من قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ القيامة } «إن » نافية ، و«من » للاستغراق أي : ما من قرية ، أيّ قرية كانت من قرى الكفار . قال الزجاج : أي ما من أهل قرية إلاّ سيهلكون إما بموت وإما بعذاب يستأصلهم ، فالمراد بالقرية : أهلها ، وإنما قيل : { قبل يوم القيامة } لأن الإهلاك يوم القيامة غير مختص بالقرى الكافرة ، بل يعم كل قرية لانقضاء عمر الدنيا ؛ وقيل : الإهلاك للصالحة والتعذيب للطالحة ، والأوّل أولى لقوله :
{ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القرى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظالمون } [ القصص : 59 ] . { كَانَ ذَلِكَ } المذكور من الإهلاك ، والتعذيب { فِي الكتاب } أي : اللوح المحفوظ { مَسْطُورًا } أي : مكتوباً ، والسطر الخط وهو في الأصل مصدر ، والسطر بالتحريك مثله . قال جرير :
من شاء بايعته مالي وخلعته *** ما تكمل التيم في ديوانهم سطرا
والخلفة بضم الخاء : خيار المال ، والسطر : جمع أسطار ، وجمع السطر بالسكون أسطر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.