فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيٓ أَوۡلِيَآءَۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا جَهَنَّمَ لِلۡكَٰفِرِينَ نُزُلٗا} (102)

{ أَفَحَسِبَ الذين كَفَرُوا } الحسبان هنا بمعنى : الظنّ . والاستفهام : للتقريع والتوبيخ ، والفاء للعطف على مقدّر كنظائره . والمعنى : أفظنوا أنهم ينتفعون بما عبدوه مع إعراضهم عن تدبر آيات الله وتمردّهم عن قبول الحق ، ومعنى { أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي } أي : يتخذوهم من دون الله ، وهم الملائكة والمسيح والشياطين { أَوْلِيَاء } أي : معبودين ، قال الزجاج : المعنى : أيحسبون أن ينفعهم ذلك ؟ وقرئ ( أفحسب ) بسكون السين ، ومعناه : أكافيهم ومحسبهم أن يتخذوهم أولياء على أنه مبتدأ وخبر ، يريد أن ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم عند الله كما حسبوا { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ للكافرين نُزُلاً } أي : هيأناها لهم نزلاً يتمتعون به عند ورودهم . قال الزجاج : النزل : المأوى والمنزل ، وقيل : إنه الذي يعدّ للضيف ، فيكون تهكماً بهم كقوله : { فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } . والمعنى : أن جهنم معدّة لهم عندنا كما يعد النزل للضيف .

/خ108