فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَمَنۡ خَافَ مِن مُّوصٖ جَنَفًا أَوۡ إِثۡمٗا فَأَصۡلَحَ بَيۡنَهُمۡ فَلَآ إِثۡمَ عَلَيۡهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (182)

والجنف : المجاوزة ، من جنف يجنف : إذا جاوز ، قاله النحاس ، وقيل : الجنف : الميل ، ومنه قول الأعشى :

تَجَانَفُ عن حجر اليمامة يا قتى *** وَمَا قَصَدتْ من أهلها لسَوائكا

قال في الصحاح : الجنف الميل ، وكذا في الكشاف . وقال لبيد :

إني امرُؤٌ مَنعتْ أرُومة عَامر *** ضَيْمِي وَقَدْ جَنَفَتْ عليّ خُصَومِي

وقوله : { فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ } أي : أصلح ما وقع بين الورثة من الشقاق ، والاضطراب بسبب الوصية بإبطال ما فيه ضرار ، ومخالفة لما شرعه الله ، وإثبات ما هو حق كالوصية في قربة لغير وارث ، والضمير في قوله : { بَيْنَهُمْ } راجع إلى الورثة ، وإن لم يتقدم لهم ذكر ؛ لأنه قد عرف أنهم المرادون من السياق . وقيل : راجع إلى الموصي لهم ، وهم الأبوان والقرابة .

/خ182