فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُؤۡتِي ٱلۡحِكۡمَةَ مَن يَشَآءُۚ وَمَن يُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِيَ خَيۡرٗا كَثِيرٗاۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّآ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ} (269)

قوله : { يُؤْتِى الْحِكْمَةَ } هي : العلم ، وقيل : الفهم ، وقيل : الإصابة في القول . ولا مانع من الحمل على الجميع شمولاً ، أو بدلاً . وقيل : إنها النبوة . وقيل : العقل . وقيل : الخشية . وقيل : الورع . وأصل الحكمة : ما يمنع من السفه ، وهو كل قبيح . والمعنى : أن من أعطاه الله الحكمة ، فقد أعطاه خيراً كثيراً . أي : عظيماً قدره ، جليلاً خطره . وقرأ الزهري ، ويعقوب : «ومن يؤت الحكمة » على البناء للفاعل ، وقرأه الجمهور على البناء للمفعول ، والألباب : العقول ، واحدها لبّ ، وقد تقدّم الكلام فيه .

/خ271