ثم أتبع سبحانه هذا الكلام بجملة مشتملة على شرط ، وجزاء يتضمن الذمّ لمن عادى جبريل بذلك السبب ، والوعيد الشديد له فقال : { مَن كَانَ عَدُوّاً للَّهِ وَمَلئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وميكائيل فَإِنَّ الله عَدُوٌّ للكافرين } والعداوة من العبد هي : صدور المعاصي منه لله ، والبغض لأوليائه ، والعداوة من الله للعبد هي : تعذيبه بذنبه ، وعدم التجاوز عنه ، والمغفرة له ، وإنما خص جبريل ، وميكائيل بالذكر بعد ذكر الملائكة ؛ لقصد التشريف لهما ، والدلالة على فضلهما ، وأنهما ، وإن كانا من الملائكة ، فقد صارا باعتبار ما لهما من المزية بمنزلة جنس آخر أشرف من جنس الملائكة ، تنزيلاً للتغاير الوصفي منزلة التغاير الذاتي كما ذكره صاحب الكشاف ، وقرره علماء البيان . وفي جبريل عشر لغات ذكرها ابن جرير الطبري ، وغيره ، وقد قدّمنا الإشارة إلى ذلك . وفي ميكائيل ست لغات ، وهما اسمان عجميان ، والعرب إذا نطقت بالعجمي تساهلت فيه .
وحكى الزمخشري عن ابن جني أنه قال : العرب إذا نطقت بالأعجمي خلطت فيه . وقوله : { للكافرين } من وضع الظاهر موضع المضمر ، أي : فإن الله عدوّ لهم ، لقصد الدلالة على أن هذه العداوة موجبة لكفر من وقعت منه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.