فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَن كَانَ عَدُوّٗا لِّلَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَجِبۡرِيلَ وَمِيكَىٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ} (98)

{ من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدو للكافرين } مما روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن ربه ( من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب . . . ){[367]} وهذا إعلام من الله تباركت آلاؤه أن من عادى جبرائيل فقد عاداه وعادى ميكائيل وعادى جميع ملائكته ورسله يقول بن جرير رحمه الله : الذين سماهم الله في هذه الآية هم أولياء الله وأهل طاعته ومن عادى في الله وليا فقد عاداه الله وبارزه بالمحاربة ومن عادى الله فقد عادى جميع أهل طاعته وولايته لأن العدو لله عدو لأولياءه والعدو لأولياء الله عدو له ، فكذلك قال لليهود الذين قالوا إن جبريل عدونا من الملائكة وميكائيل ولينا منهم { من كان عدوا لله وملائكته ورسله فإن الله عدو للكافرين } من أجل أن عدو جبريل عدو كل ولي لله وكذلك عدو بعض رسل الله عدوا لله ولكل ولي . . . إذ اليهود لما قالت : جبريل عدونا وميكائيل ولينا وزعمت أنها كفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم أعلمهم الله أن من كان لجبريل عدوا فإن الله له عدو وإنه من الكافرين . . ا ه . وربما يراد ب { رسله } من يرسلهم سبحانه أعم من أن يكونوا رسلا من الملائكة أو من البشر وعطف { جبريل وميكائيل } من عطف الخاص على العام .


[367]:هذا من الأحاديث القدسية لأن الضمائر فيها تعود على الله جل علاه فهو مما يحكيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربنا عز وتقدس.