فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ} (8)

ثم ذكر أن الموصوف بالعبادة على الوجه المذكور هو الله سبحانه المنزه عن الشريك المستحق لتسميته بالأسماء الحسنى فقال : { الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَهُ الأسماء الحسنى } فالله خبر مبتدأ محذوف ، أي الموصوف بهذه الصفات الكمالية الله ، وجملة . { لا إله إلا هو } مستأنفة لبيان اختصاص الإلهية به سبحانه ، أي لا إله في الوجود إلا هو ، وهكذا جملة : { له الأسماء الحسنى } مبينة لاستحقاقه تعالى للأسماء الحسنى ، وهي التسعة والتسعون التي ورد بها الحديث الصحيح .

وقد تقدم بيانها في قوله سبحانه : { وَللَّهِ الأسماء الحسنى } [ الأعراف : 180 ] . من سورة الأعراف والحسنى تأنيث الأحسن ، والأسماء مبتدأ وخبرها الحسنى . ويجوز أن يكون الله مبتدأ وخبره الجملة التي بعده ، ويجوز أن يكون بدلاً من الضمير في يعلم .

/خ16