البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ} (8)

والجلالة مبتدأ و { لا إله إلاّ هو } الخبر و { له الأسماء الحسنى } خبر ثان ، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل من ذا الذي يعلم السر وأخفى ؟ فقيل : هو { الله } و { الحسنى } تأنيث الأحسن وصفة المؤنثة المفردة تجري على جمع التكسير ، وحسن ذلك كونها وقعت فاصلة والأحسنية كونها تضمنت المعاني التي هي في غاية الحسن من التقديس والتعظيم والربوبية ، والأفعال التي لا يمكن صدورها إلاّ منه ، وذكروا أن هذه { الأسماء } هي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن لله تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة » وذكرها الترمذي مسندة .