فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِنِّيٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَيۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوٗى} (12)

وقرأ أبو عمرو وابن كثير وأبو جعفر وابن محيصن وحميد واليزيدي : «أني » بفتح الهمزة ، وقرأ الباقون بكسرها ، أي بأني . { فاخلع نَعْلَيْكَ } أمره الله سبحانه بخلع نعليه ؛ لأن ذلك أبلغ في التواضع ، وأقرب إلى التشريف والتكريم وحسن التأدب . وقيل : إنهما كانا من جلد حمار غير مدبوغ . وقيل : معنى الخلع للنعلين : تفريغ القلب من الأهل والمال ، وهو من بدع التفاسير ، ثم علل سبحانه الأمر بالخلع فقال : { إِنَّكَ بالواد المقدس طُوى } المقدّس : المطهر . والقدس : الطهارة . والأرض المقدّسة : المطهرة ؛ سميت بذلك ؛ لأن الله أخرج منها الكافرين وعمرها بالمؤمنين ، و{ طوى } اسم للوادي . قال الجوهري : وطوى : اسم موضع بالشام يكسر طاؤه ويضم ، يصرف ولا يصرف ، فمن صرفه جعله اسم وادٍ ومكان وجعله نكرة ومن لم يصرفه جعله بلدة وبقعة وجعله معرفة ، وقرأ عكرمة : «طوى » بكسر الطاء ، وقرأ الباقون بضمها . وقيل : إن طوى كثنى من الطي مصدر لنودي ، أو للمقدس ، أي نودي نداءين ، أو قدس مرة بعد أخرى .

/خ16