فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا} (98)

{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مّن قَرْنٍ } أي من أمة وجماعة من الناس ، وفي هذا وعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهلاك الكافرين ووعيد لهم { هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ منْ أَحَدٍ } هذه الجملة مقرّرة لمضمون ما قبلها ، أي هل تشعر بأحد منهم أو تراه { أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً } الركز : الصوت الخفي ، ومنه ركز الرمح : إذا غيب طرفه في الأرض . قال طرفة :

وصادفتها سمع التوجس للسرى *** لركز خفي أو لصوت مفند

وقال ذو الرمة :

إذا توجس ركزاً مقفر ندس *** بنبأة الصوت ما في سمعه كذب

أي في استماعه كذب بل هو صادق الاستماع ، والندس : الحاذق ، والنبأة : الصوت الخفي .

وقال اليزيدي وأبو عبيد : الركز : ما لا يفهم من صوت أو حركة .

/خ98