فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

{ وَإِن تَجْهَرْ بالقول فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السر وَأَخْفَى } الجهر بالقول : هو رفع الصوت به ، والسرّ : ما حدّث به الإنسان غيره وأسرّه إليه ، والأخفى من السرّ : هو ما حدّث به الإنسان نفسه وأخطره بباله . والمعنى : إن تجهر بذكر الله ودعائه فاعلم أنه غنيّ عن ذلك ، فإنه يعلم السرّ وما هو أخفى من السرّ ، فلا حاجة لك إلى الجهر بالقول ، وفي هذا معنى النهي عن الجهر كقوله سبحانه : { واذكر ربَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً } [ الأعراف : 205 ] . وقيل : السر ما أسرّ الإنسان في نفسه ، والأخفى منه هو ما خفي على ابن آدم مما هو فاعله وهو لا يعلمه . وقيل : السرّ : ما أضمره الإنسان في نفسه ، والأخفى منه ما لم يكن ولا أضمره أحد ، وقيل : السرّ سرّ الخلائق ، والأخفى منه : سرّ الله عزّ وجلّ ، وأنكر ذلك ابن جرير وقال : إن الأخفى : ما ليس في سرّ الإنسان وسيكون في نفسه .

/خ16