فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا} (31)

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيّ عَدُوّاً مّنَ المجرمين } هذا تسلية من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم ، والمعنى : أن الله سبحانه جعل لكلّ نبيّ من الأنبياء الداعين إلى الله عدوًّا يعاديه من مجرمي قومه ، فلا تجزع يا محمد ، فإن هذا دأب الأنبياء قبلك ، واصبر كما صبروا { وكفى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } قال المفسرون : الباء زائدة : أي كفى ربك ، وانتصاب { نصيراً } و { هادياً } على الحال ، أو التمييز : أي يهدي عباده إلى مصالح الدين والدنيا ، وينصرهم على الأعداء .

/خ34